مجزوءة الفاعلية والإبداع || مفهوم التقنية والعلم.
جديد

مجزوءة الفاعلية والإبداع || مفهوم التقنية والعلم.

 

التقنية والعلم,التقنية,التقنية والعلم أولى باك,شرح مبسط لدرس التقنية والعلم,درس التقنية والعلم,العلم,مفهومي التقنية والعلم,العلم والتقنية,فرض رقم 1 في التقنية والعلم,مفهومي التقنية والعلم.,نموذج فرض في التقنية والعلم,العلم أساس التقنية,علاقة التقنية وبالعلم,شرح درس العلم والتقنية,علاقة التقنية بالعلم,المحور الثاني:ى التقنية والعلم,قارن بين العلم والتقنية,ما الفرق بين العلم والتقنية,التقنية الإنسانية,shoalakhbar مفهوم التقنية والعلم تقنيات منوعة,العلم والتقنية للصف الثانى الثانوى
تقديـــم المجزوءة:                                                                               
     برزت أهمية العقل العلمي لدى الإنسان من خلال تدخله في الطبيعة، وتسخير ثرواتها لصالحه، اعتمادا على فاعليته وإبداعه، بحيث انتقل الإنسان من صناعته لأدوات أولية، ذات تقنية بسيطة، إلى قدرته على غزو الفضاء، والتوصل إلى التكنولوجيا المتطورة ذات التقنية العالية، وهكذا كانت التقنية والعلم أهم مجسد للعقل الإنساني. هذا وقد ارتبط مفهوم الإنسان ككائن اجتماعي بمفهوم الشغل، من حيث كونه ممارسة خاصة بالإنسان، لارتباطه بالعقل المخطط والمدبر، كما أن الترابط الاجتماعي حتم على الإنسان التبادل كممارسة اقتصادية ورمزية لهذا الترابط.
    إضافة إلى ما سبق، عمل الإنسان على الرقي بالجانب الثقافي والجمالي، مجسدا ذلك في الفن الذي يمثل نشاطا إبداعيا يهدف إلى إنتاج أعمال تسعى إلى تحقيق مثال الجمال، والسمو بالإنسان نحو الكمال.

ـــ التقنية والعلم ـــ

       تقديــم المفهــوم:                                                              
  يرتبط وجود الإنسان بقدرته على تحويل الطبيعة، وتطوير حضوره فيها وتعزيزه، وذلك بفضل التقنية والعلم، بحيث استطاع الإنسان أن يرسم لنفسه مسارا تصاعديا لم يشهد أي شكل من أشكا ل التراجع، وحوّل ما كان يعتبر مستحيلا إلى ممكن، استطاع غزو الفضاء، وتمكن من التحكم في الجينات، وذلك ما يستدعي طرح الأسئلة التالية:
  ما ميزة التقنية الإنسانية؟ وما وجه ارتباطها بالعلم؟ وهل شكل هذا الارتباط نقطة قوة للإنسان؟ أم أنه يتجه بالإنسانية إلى مستقبل غامض؟
المحور الأول: ماهية التقنية.
1)   إشكال المحور:
     غالبا ما يرتبط الحديث عن مفهوم التقنية بمجال الآلات والمعدات المادية، فهل التقنية هي صناعة الآلات؟ أم أنها تتجاوز هذا المستوى إلى اعتبارها تخطيطا مرتبطا بوعي الإنسان؟ ألا يمكن القول إن التقنية خاصية إنسانية كونها مرتبطة بالوعي؟

2)   خصائص التقنية البشرية:
     أولا: تحليل النص:
   تحليل نص أ. شبنغلر Oswald Spengler (1880-1936)، ص 80 من الكتاب المدرسي.

أ‌)   أطروحة النص:
   ينفي صاحب النص أن تكون التقنية هي صناعة الأدوات، ويؤكد في مقابل ذلك على أن التقنية هي سلوك مرتبط بالوعي الذي يستخدم تلك الآلات لأهداف يسطرها بشكل مسبق، بالتالي فالتقنية عند الإنسان هي خطة للحياة، على عكس التقنية عند الحيوان التي ترتبط بالغريزة التي تحرك الحيوان بدون تخطيط منه. 
ب‌)    البنية الحجاجية:
  اعتمد صاحب النص للدفاع عن أطروحته على عدة أساليب حجاجية، نذكر منها:
الأسلوب المستعمل
المؤشرات الدالة عليه في النص

مضمونه

أسلوب الشرط
إ  ( إذا أردنا فهم...التقنية)

 

 

 (إذا أردنا أن نصل إلى دلالة التقنية)

 

ــــــ من الخطأ حصر التقنية في صنع الآلات، لأن مفهوم التقنية أعم، بل قد يشمل الحياة الحيوانية.

 ــــــ إن تحديد دلالة التقنية يقتضي ربطها بالجانب الروحي للإنسان.
أسلوب التمييز
( نمط حياة الحيوان يتميز عن نمط حياة النبات...)
  ميز بين الحيوان والنبات ليثبت أن الحيوان يستعمل بدرجة معينة التقنية، وذلك لفهم المعنى العام للتقنية.
أسلوب النفي
( لا نفهم التقنية من خلال وظيفة الأداة... إن ما يهم ليس هو شكل الأشياء...)
ينفي صاحب النص حصر التقنية في الآلات والأدوات ووظائفها، ويرى في المقابل أنها تتجاوز ذلك
ج‌)   استنتاج:

   إن الخطأ المرتكب في تعريف التقنية هو التركيز على صنع الآلات والأدوات، في حين أن التقنية تتجاوز ذلك، فهي سلوك موجه وهادف، يحدد سبيل استعمال الآلات والأدوات، وحسن توظيفها لخدمة أغراض الإنسان، وبهذا نستنتج أن التقنية خاصية إنسانية.

     ثانيا: مناقشة النص:
د‌)  موقف رونيه ديكارت descartes (1596-1650)، ص 81 من الكتاب المدرسي:
   دعا ديكارت في مطلع الفلسفة الحديثة إلى تعميق البحث في الشق العملي من الفلسفة والعلوم بدل الاهتمام بالإشكاليات العميقة بشكل نظري، وذلك للإحاطة بمبادئ التقنية التي من شأنها أن تمكن الإنسان من فهم قوى الطبيعة وتسخيرها لصالحه، فذلك سيؤدي إلى تحكم الإنسان في الطبيعة، والتملص من التبعية للظروف الطبيعية التي طالما عصفت بالإنسان ومنتجاته. فالتوصل إلى طرق تسخير قوى الطبيعة، سيجعل الإنسان مالكا لها وسيدا بعدما كان عبدا ذليلا لها. 
   ثالثا: خلاصة وتساؤل:

  نخلص انطلاقا مما سبق أن التقنية خاصية إنسانية، على اعتبار أن الإنسان استطاع بفضل التقدم التقني أن يبسط سيطرته على الطبيعة بشكل مطلق، لكن الحديث عن التقنية كخاصية إنسانية، يتدخل الوعي في توجيهها نحو تحقيق مصالحه، بدأ يفقد دقته مع ظهور التطور التقني الرهيب، بحيث أصبحنا أمام مواقف فلاسفة يحذرن من هذا المد التقني، ويشخصون الوضع الإنساني في ظل التطور التقني بطريقة فيها نوع من التخوف، فهل يشكل التطور التقني خطرا على الوجود الإنساني؟

المحور  الثاني: التقنية والعلم.
1)  إشكال المحور:
      لم تتطور التقنية إلا بعد ظهور العلم، ولم يكشف العلم عن أكبر أجزاء موضوعه إلا بتطور التقنية، مما يدل على وجود علاقة وطيدة بين التقنية والعلم، فما طبيعة هذه العلاقة؟ وما النتائج التي ترتبت عنها؟
2)  سيرورة تقنية ـ علم:
     أولا: تحليل النص:

   تحليل نص إ. موران E. Morin (1921-...)، ص 85 من الكتاب المدرسي

أ‌)   أطروحة النص:

   تعبّر سيرورة علم ــ تقنية عن علاقة قوية يلعب داخلها العلم دورا هاما في تطوير تقنيات التحكم في الطبيعة، كما أن هذا التطور ينعكس على العلم نفسه، الذي تتيح له التقنيات كشف ألغاز الطبيعة، وذلك تحت رعاية المجتمع الذي أصبح تطوره مرهونا بتطور الثنائية علم/تقنية.
ب‌)    البنية المفاهيمية:
التجريب العلمي: هو مجموعة من الخطوات النظرية والعملية التي تشكل منهجا للعلوم التجريبية، والتي تتشكل من: الملاحظة، الفرضية، التجربة، الاستنتاج.
التقنية: هي مجموع الطرق والأساليب والأدوات المستعملة في التجريب العلمي، والتي يتم تطويرها من طرف العلم نفسه.
سيرورة تفاعلية: هي حركة دينامية تتشكل من مجموعة من الأطراف المتفاعلة، والتي يطور كل منها باقي الأطراف، ففي سيرورة علم ــ تقنية يعمل العلم على تطوير التقنيات التي تطور هي الأخرى البحث العلمي، وذلك تحت مراقبة وتمويل المجتمع الذي يعمل من خلال ذلك على تحقيق مصالح الدولة.
ج‌) استنتاج:
  أصبح العلم في عصر التقدم التقني يخدم المصالح السياسية والاقتصادية للدولة، لذلك انصب اهتمام العلماء على تطوير التقنيات التي تعمق مستوى السيطرة والتحكم في الطبيعة.

     ثانيا: مناقشة النص:

أ‌)   موقف س.موسكوفيتشي  Serge Moscovici (1925 ـ 2014) ص 84 من الكتاب المدرسي.
   عالج الفيلسوف الفرنسي موسكوفيتشي علاقة العلم بالتقنية من خلال علم الهندسة الذي يتوسط العلم الرياضي النظري من جهة، والتقنيات من جهة ثانية، فالمهندس الذي يصمم ويخطط لتطوير التقنيات يشترط فيه أن يلم بالعلم الرياضي لتكميم الوقائع وتحويلها إلى حسابات رياضية.  وبهذا يصبح صنع الآلات والتقنيات الميكانيكية مرهونا بتكوين معرفة نظرية قبلية، تتمثل في الحساب الرياضي الذي يجريه المهندس، وقد استشهد موسكوفيتشي بالعالم الإيطالي الكبير ليوناردو دافنشي الذي كان يلجأ إلى الهندسة والحساب الرياضي لصياغة التقنيات التي توصل إليها، كالعجلة المسننة مثلا، وذلك لتأكيده على جدلية العلم والتقنية.
           ثالثا: خلاصة تركيبية:
   أدت سيرورة تقنية/علم، التي يعمل طرفيها على تطوير بعضهما البعض إلى تطير بعضهما البعض، ذلك أن التقنية مكنت العلماء من الكشف عن مستويات كانت تعوزهم من قبل، كما أن العلم طور أشكال ووظائف التقنية بشكل جعل حضورها قويا جدا في شتى مجالات الحياة الإنسانية.
المحور  الثالث: نتائج تطور التقنية.
1)  إشكال المحور:
     كان الهدف من تطوير التقنية إحكام السيطرة على الطبيعة، وتحقيق الراحة والسعادة للإنسان الذي طالما قاسى الصعوبات والظروف الطبيعية القاهرة. فهل حقق الإنسان هذا الهدف في إطار المستويات التي بلغتها التقنية في تطورها؟ أم أن سيطرة الإنسان على الطبيعة تجاوزت حدودها المعقولة؟
2)  النتائج العكسية لتطور التقنية:
أ‌)     موقف م.سير Michel Serres (1930ـ...) ص 88 من الكتاب المدرسي.
انتقد ميشيل سير الشعار الذي رفعته الفلسفة الحديثة بزعامة ديكارت، والذي يدعو إلى البحث عن سبل التحكم في الطبيعة، وإحكام السيطرة عليها، من أجل تملكها والتخلص من التبعية لها، مما أدى إلى انخراط العلم في المشروع الصناعي، وتوظيفه في تحقيق غايات مادية، وهو ما ولد عنفا لم تحتمله الطبيعة، فتطور العلم والتقنية بلغ مستويات أدت إلى المبالغة في التحكم في الطبيعة، إلى حد جعل التحكم ينقلب سلبا على الإنسان، الذي دمر الطبيعة وقضى تدريجيا على أسباب وجوده، لذلك دعا م.سير إلى البحث الآن عن كيفية التحكم في تحكمنا، وسبل الحد من هذا المد التقني الرهيب، فتدمير الطبيعة يعني تدمير الإنسان، لأننا نقتسم معها نفس القدر.
ب‌)     موقف ج. هوتوا J.Hottois (1949ـ...) ص 89 من الكتاب المدرسي.
   وقف ج.هوتوا على مجموعة من الخصائص التي تتسم بها التقنية، والتي تجعلها تقف في مقابل الثقافة الإنسانية، بل وتعمل على القضاء عليها، فتطور التقنية لم يعد مشروطا بتحقيق غايات يفكر الإنسان في بلوغها، بقدر ما أصبح تطورا ذاتيا خاضعا لمنطق الممكن، وفارضا نفسه على إرادة الإنسان. كما أن نتائج التقنية والعلم أصبحت تفرض نفسها على الجميع بوصفها الحلول الناجعة التي يجب الاعتماد عليها، دون مراعاة اختلاف الثقافات والحضارات، ومدى ملاءمتها لهذه التقنيات.  بناء على ذلك يمكن القول أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة في التاريخ الإنساني من جهة، وهي من جهة أخرى تغزو كل الثقافات وتدمرها تدريجيا، لهذا دعا ج.هوتوا إلى العودة إلى ثقافة الرمز والكلمة، لصقل الإبداع الإنساني وربط كل مجتمع بثقافته.
3)  خلاصة:

  إن التطور التقني الذي كان الهدف منه تحرير الإنسان من قيود الطبيعة، والتبعية المطلقة لظروفها، أدى إلى نتائج عكسية، بحيث أدى التحكم المفرط في الطبيعة إلى تدميرها، وبالتالي إلى الاتجاه نحو مصير محفوف بالمخاطر، ففي الوقت الذي كان العلم موجها نحو الإعلاء من شأن الإنسان، أصبح بعد مزجه بالتقنية ضد الحضارات الإنسانية، وقضى على أصالة الثقافة الإنسانية.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-