مجزوءة المعرفة || مفهوم النظرية والتجربة || المحور الثالث: معايير علمية النظريات العلمية.
جديد

مجزوءة المعرفة || مفهوم النظرية والتجربة || المحور الثالث: معايير علمية النظريات العلمية.

 

معايير علمية النظريات العلمية,معايير علمية النظرية العلمية,النظريات العلمية,معايير النظرية العلمية,معايير العلمية,شرح معايير علمية النظريات العلمية,معايير علمية النظريات العلمية اينشتاين,معايير علمية النظريات العلمية عند دوهيم,معايير علمية النظريات العلمية كارل بوبر,معايير علمية النظريات العلمية ثانية باك,معايير علمية النطريات العلمية,معايير علمية النظريات العلمية بيير دوهيم,شرح مبسط لدرس معايير علمية النظريات العلمية,فلسفة معايير علمية النظرية العلمية,العقلانية العلمية

المحور الثالث: معايير علمية النظريات العلمية

   1) إشكال المحور:

معلوم أن الفكر العلمي يعمل على بلوغ أقصى حد من الدقة والموضوعية، وأنه يسعى إلى تمثل حقيقة الواقع في ذاته دون غاية أخرى. لكن ذلك لا يتأتى بالوضوح الذي يمكن أن نتصوره، مما يفتح الباب على مصراعيه للتشكيك في النتائج العلمية، بل والضرب في مصداقيتها. وهذا ما استدعى ضرورة البحث عن معايير لإثبات علمية النظريات، وإبعاد كل نظرية لا تتوفر فيها الشروط العلمية الصارمة. فما المعيار الأنسب لإثبات علمية النظريات العلمية؟ هل يمكن اعتبار التحقق التجريبي معيارا حاسما لذك؟ أم أن التجربة لا تكفي لإثبات علمية النظرية؟

   2) أسس علمية النظريات:

           أولا: التحليل.

تحليل نص بيير تويلييP.Thuillier (1932ـ 1998) ص 73 من كتاب "في رحاب الفلسفة"

           أ‌)    أطروحة النص:

    يرفض بيير تويليي اعتبار المنهج التجريبي الذي يؤسس النظرية على فرضية يتم التحقق منها تجريبيا معيارا لعلمية النظريات، ويرى في المقابل أن المعيار الأنسب للنظريات العلمية هو تعدد الاختبارات الناتج عن تعدد الفرضيات من جهة، ومراعاة التماسك المنطقي الداخلي للنظرية، واتساقها مع باقي النظريات من جهة ثانية.

           ب‌)    البنية الحجاجية للنص:

من أجل إبراز أطروحته والدفاع عنها، استند صاحب النص إلى مجموعة من الأساليب الحجاجية، نذكر منها:

أسلوب الاستشهاد: حيث استشهد بالعالم الفيزيائي ماريو بونج (ماريو بونخي Mario bunge1919 عالم فيزياء وفيلسوف أرجنتيني) الذي دعا إلى تنويع الاختبارات، واعتبر ذلك أساسيا في فحص النظريات. 

 أسلوب التوضيح: وضح بمجموعة من الطرق عجز النزعة التجريبية الاختزالية والتبسيطية عن تأكيد النظرية العلمية، ووقف عند مكامن الضعف في هذا المعيار 

أسلوب النفي: ارتبط هذا الأسلوب في النص بالنقد الذي وجهه الفيلسوف للتحقق التجريبي، فنفى إمكانية تأكيد النظرية بمجرد التحقق من تطابق الفرضية مع التجربة. 

أسلوب الاستنتاج: استنتج بأن الفحص التجريبي ليس سوى معيارا واحدا من بين مجموعة من المعايير التي تثبت علمية النظريات العلمية،

                   ج‌)    استنتاج:

   نستنتج انطلاقا مما سبق أن البحث عن معيار للبت في علمية النظريات العلمية يقتضي تشديد الشروط التي لا تترك مجالا للشك في ذلك، لذلك كان المعيار التجريبي غير كاف لإثبات علمية وصحة النظرية.

              د) قيمة الأطروحة وحدودها:

سلط بيير تويليي الضوء على مغالطات يمررها من أطلق عليهم العلمويين، والتي تفيد أن المعرفة العلمية معرفة موضوعية لا دخل للأبعاد الإيديولوجية فيها، وهكذا مكمن القوة في طرحه.

    لكن البديل الذي قدمه وإن كان حلا ناجعا لدرء كل تصور أسطوري أو ميتافيزيقي أو إيديولوجي فإنه يبقى قاصرا، لأن التجربة تسعى إلى تسليط الضوء على مكامن قوة النظرية، وتصرف النظر عن مكامن ضعفها. فهل هناك معيار أكثر نجاعة من التحقق التجريبي

ثانيا: المناقشة:

موقف كارل بوبر K.Popper (1902ـ 1994) /معيار القابلية للدحض. "في رحاب الفلسفة" ص 51.

     يرى كارل بوبر أن المعيار الذي يجعل النظريات علمية هو القابلية للتكذيب، فالتجربة التي تؤكد الفرضية لا يمكن اعتبارها داعمة للنظرية، ينبغي إذن على العالم لكي تكون نظرياته تجريبية أن يتصور كيفية تفنيدها، فيرى بوبر من خلال ذلك أن معيار القابلية للتفنيد هو القابلية للاختبار، فنحن نختبر من خلاله النظرية كما نختبر آلة ميكانيكية لنكشف عن العيوب الكامنة فيها، وبناء عليه، يجب على العالم أن يجد الحالات التي يمكّن حصولها من تفنيد نظريته.

3) خلاصــــة:

       نخلص من خلال ما سبق إلى أن آراء العلماء والفلاسفة قد اختلفت في تحديد المعيار الذي يرقى بالنظريات إلى مستوى العلم، فقد جعل بعضهم من التحقق التجريبي معيارا يجعل النظريات علمية، ورأى البعض الآخر بأن القابلية للتفنيد هو المعيار الأنسب لذلك، لكن يبقى الأهم من ذلك هو تجنب الحسم في مسألة اليقين التي يتسم بها العلم، كون الآراء والمواقف تتضارب حتى حول العلم الدقيق الذي كان يعتبر اليقين أحد ركائزه.

 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-